الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.من فوائد القاسمي في الآية: قال رحمه الله:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ}، وهو الدم الخارج من الرحم على وجه مخصوص في وقت مخصوص. ويسمى الحيض أيضًا. أي: هل يسبب ويقتضي مجانبة مس من رأته؟: {قُلْ هُوَ أَذىً}، أي: الحيض شيء يستقذر ويؤذي من يقربه، نفرة منه وكراهة له {فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ}، أي: فاجتنبوا مجامعتهن في زمنه.قال الراغب: في قوله تعالى: {هُوَ أَذىً}، تنبيه على أن العقل يقتضي تجنبه، كأن قيل: الحيض أذى وكل أذى متحاشى منه. ولما كان الْإِنْسَاْن قد يتحمل الأذى ولا يراه محرمًا، صرح بتحريمه بقوله: {فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء}.روى الإمام أحمد ومسلم عن ثابت عن أنس رضي الله عنه: أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت. فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً} إلى آخر الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اصنعوا كل شيء إلا النكاح». فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئًا إلا خالفنا فيه! فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا: يا رسول! إن اليهود تقول كذا وكذا، فلا نجامعهن؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما. فخرجا فاستقبلتهما هدية من لبن إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل في آثارهما، فسقاهما، فعرفا أن لم يجد عليهما.{وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ}، تأكيد لحكم الاعتزال، وتنبيه على أن المراد به عدم قربانهن، لا عدم القرب منهن، وكنى بقربانهن، المنهي عنه، عن مباضعتهن. فدل على جواز التمتع بهن حينئذ فيما دون الفرج.ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أرجّل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض.وفيهما عنها أيضًا قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض، ثم يقرأ القرآن.وروى مسلم عنها أيضًا قالت: كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب، وأتعرق العرق وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ.وفي الصحيحين- واللفظ لمسلم- عن ميمونة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر نسائه فوق الأزار وهن حيَّض.وفي لفظ له: كان يضطجع معي وأنا حائض وبيني وبينه ثوب.وقوله: {حَتَّىَ يَطْهُرْنَ} بيان لغاية الاعتزال. وقد قرئ في السبع: بفتح الطاء والهاء مع التشديد، وبسكون الطاء وضم الهاء مخففة. والقراءة الأولى تدل صريحًا على أن غاية حرمة القربان هو الاغتسال، كما ينبئ عنه قوله تعالى: {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ}، الخ. والقراءة الثانية وإن دلت على أن الغاية هو انقطاع الدم- بناء على ما قيل: إن الطهر انقطاع الدم، والتطهر الاغتسال- إلا أنه لما ضم إليها قوله تعالى: {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ}، صار المجموع هو الغاية؛ وذلك بمنزلة أن يقول الرجل: لا تكلم فلانًا حتى يدخل الدار، فإذا طابت نفسه بعد الدخول فكلمه! فإنه يجب أن يتعلق إباحة كلامه بالأمرين جميعًا، وكذلك الآية- لما دلت على وجوب الأمرين- وجب أن لا تنتهي هذه الحرمة إلا عند حصول الأمرين، فمرجع القراءتين واحدٌ كما بيّنًا.وقد روى مسلم عن عائشة: إن أسماء سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض؟ فقال: «تأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فتطهر، فتحسن الطهور، ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكًا شديدًا حتى تبلغ شؤون رأسها، ثم تصب عليها الماء، ثم تأخذ فرصة ممسكة فتطهر بها- والفرصة بالكسر: قطعة من صوف أو قطن أو غيره- تتبع بها أثر الدم».ثم آذن تعالى أن التطهر شرط في إباحة قربانهن، لا يصح بدونه، بقوله سبحانه: {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ}، أي: فجامعوهن من المكان الذي أمركم الله بتجنبه في الحيض وهو القبل، ولا تتعدّوه إلى غيره {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ}، من الذنوب: {وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} أي: المتنزهين عن الفواحش والأقذار، كمجامعة الحائض والإتيان فيغير المأتى. وفي ذكر التوبة إشعار بمساس الحاجة إليها- بارتكاب بعض الناس لما نهُوا عنه- وتكرير الفعل لمزيد العناية بأمر التطهر. اهـ..من فوائد الشعراوي في الآية: قال رحمه الله:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)}.حين تقرأ: {هو أذى} فقد أخذت الحكم ممن يؤمن على الأحكام، ولا تناقش المسألة، مهما قال الطب من تفسيرات وتعليلات وأسباب نقل له: لا، الذي خلق قال: {هو أذى}. والمحيض يطلق على الدم، ويراد به- أيضًا- مكان الحيض، ويراد به زمان الحيض. وقوله تعالى عن المحيض إنه أذى يهيئ الذهن لأن يتلقى حكما في هذا الأذى، وبذلك يستعد الذهن للخطر الذي سيأتي به الحكم. وقد جاء الحكم بالحظر والمنع بعد أن سبقت حيثيته.إن الحق سبحانه وتعالى وهو الخالق أراد أن تكون عملية الحيض في المرأة عملية كيماوية ضرورية لحياتها وحياة الإنجاب. وأمر الرجال أن يعتزلوا النساء وهن حوائض؛ لأن المحيض أذى لهم. لكن هل دم الحيض أذى للرجال أو للنساء؟ إنه أذى للرجال والنساء معا؛ لأن الآية أطلقت الأذى، ولم تحدد من المقصود به. والذي يدل على ذلك أن الحيض يعطي قذارة للرجل في مكان حساس هو موضوع الإنزال عنده، فإذا وصلت إليه الميكروبات تصيبه بأمراض خطيرة.والذي يحدث أن الحق قد خلق رحم المرأة وفي مبيضيها عدد محدد معروف له وحده سبحانه وتعالى من البويضات، وعندما يفرز أحد المبيضين البويضة فقد لا يتم تلقيح البويضة، فإن بطانة الرحم المكون من أنسجة دموية تقل فيها نسبة الهرمونات التي كانت تثبت بطانة الرحم، وعندما تقل نسبة الهرمونات يحدث الحيض. والحيض هو دم يحتوي على أنسجة غير حية، وتصبح منطقة المهبل والرحم في حالة تهيج، لأن منطقة المهبل والرحم حساسة جدا لنمو الميكروبات المسببة للالتهابات سواء للمرأة، أو للرجل إن جامع زوجته في فترة الحيض. والحيض يصيب المرأة بأذى في قوتها وجسدها؛ بدليل أن الله رخص لها ألا تصوم وألا تصلي إذن فالمسألة منهكة ومتعبة لها، فلا يجوز أن يرهقها الرجل بأكثر مما هي عليه.إذن فقوله تعالى: {هو أذى} تعميم بأن الأذى يصيب الرجل والمرأة. وبعد ذلك بين الحق أن كلمة {أذى} حيثية تتطلب حكما يرد، إما بالإباحة وإما بالحظر، ومادام هو أذى فلابد أن يكون حظرًا. يقول عز وجل: {فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن} والذي يقول: إن المحيض هو مكان الحيض يبني قوله بأن المحرم هو المباشرة الجنسية، لكن ما فوق السرة وما فوق الملابس فهو مباح، فقوله الحق: {ولا تقربوهن} أي لا تأتوهن في المكان الذي يأتي منه الأذى وهو دم الحيض. {حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله}. و{يطهرن} من الطهور مصدر طهر يطهر، وعندما نتأمل قوله: {فإذا تطهرن} نجد أنه لم يقل: {فإذا طهرن}، فما الفرق بين طهر وتطهر؟إن {يطهرن} معناها امتنع عنهن الحيض، و{تطهرن} يعني اغتسلن من الحيض؛ ولذلك نشأ خلاف بين العلماء، هل بمجرد انتهاء مدة الحيض وانقطاع الدم يمكن أن يباشر الرجل زوجته، أم لابد من الانتظار حتى تتطهر المرأة بالاغتسال؟. وخروجا من الخلاف نقول: إن قوله الحق: {تطهرن} يعني اغتسلن فلا مباشرة قبل الاغتسال. ومن عجائب ألفاظ القرآن أن الكلمات تؤثر في استنباط الحكم، ومثال ذلك قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)} سورة الواقعة.ما المقصود إذن؟ هل المقصود أن القرآن لا يمسكه إلا الملائكة الذين طهرهم الله من الخبث، أو أن للبشر أيضا حق الإمساك بالمصحف لأنهم يتطهرون؟ بعض العلماء قال: إن المسألة لابد أن ندخلها في عموم الطهارة، فيكون معنى {إلا المطهرون} أي الذين طهرهم من شرع لهم التطهر؛ ولذلك فالمسلم حين يغتسل أو يتوضأ يكون قد حدث له أمران: التطهر والطهر. فالتطهر بالفعل هو الوضوء أو الاغتسال، والطهر بتشريع الله، فكما أن الله طهر الملائكة أصلا فقد طهرنا معشر الإنس تشريعا، وبذلك نفهم الآية على إطلاقها ونرفع الخلاف. وقول الحق في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها: {حتى يطهرن} أي حتى يأذن الله لهن بالطهر، ثم يغتسلن استجابة لتشريع الله لهن بالتطهر. {فأتوهن من حيث أمركم الله} يعني في الأماكن الحلال.{إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} وأراد الحق تبارك وتعالى أن يدخل عليك أنسا، فكما أنه طلب منك أن تتطهر ماديا فهو سبحانه قبل أيضًا منك أن تتطهر معنويا بالتوبة، لذلك جاء بالأمر حسيا ومعنويا. وبعد ذلك جاء الحق سبحانه وتعالى بحكم جديد، هذا الحكم ينهي إشكالا أثاره اليهود. وقد كان اليهود يثيرون أن الرجل إذا أتى امرأته من خلف ولو في قبلها- بضم القاف- جاء الولد أحول. القبل هو مكان الإتيان، وليس معناه الإتيان في الدبر والعياذ بالله كما كان يفعل قوم لوط. ولما كان هذا الإشكال الذي أثاره اليهود لا أساس له من الصحة فقد أراد الحق أن يرد على هذه المسألة فقال: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)}. اهـ..بحث طبي في أذى المحيض: يقذف الغشاء المبطن للرحم أثناء الحيض وبفحص دم الحيض تحت المجهر نجد بالإضافة إلى كرات الدم الحمراء والبيضاء قطعًا من الغشاء المبطن للرحم. ويكون الرحم متقرحًا نتيجة لذلك.فهو معرض للعدوى البكتيرية. ومن المعلوم طبيًا أن الدم هو خير بيئة لتكاثر الميكروبات ونموها... وتقل مقاومة الرحم للميكروبات الغازية نتيجة لذلك ويصبح دخول الميكروبات الموجودة على سطح القضيب يشكل خطرًا داهما على الرحم.. ومما يزيد الطين بلة أن مقاومة المهبل لغزوا البكتيريا تكون في أدنى مستواها أثناء الحيض.. إذ يقل إفراز المهبل الحامض الذي يقتل الميكروبات ويصبح الإفراز أقل حموضة إن لم يكن قلوي التفاعل.كما تقل المواد المطهرة الموجودة بالمهبل أثناء الحيض إلى أدنى مستوى لها... ليس ذلك فحسب ولكن جدار المهبل الذي يتألف من عدة طبقات يقل أثناء الحيض إلى أدنى مستوى لها.- يمتد الالتهاب إلى قناة الحيض غلى أدنى مستوى لها.- يمتد الالتهاب إلى قناة مجرى البول فالكلى.- يصاحب الحيض آلام شديدة.- تصاب كثير من النساء أثناء الحيض بحالة كآبة وضيق كما أن حالتها العقلية والفكرية تكون في أدنى درجاتها أثناء الحيض لذلك نهى رسول الله عن تطليق النساء أثناء الحيض.- تصاب بعض النساء بصداع نصفي الشقيقة قرب بداية الحيض وآلام مبرحة.- تقل الرغبة الجنسية لدى المراة أثناء الحيض.- يسبب الحيض فقر دم للمرأة.- تنخفض درجة حرارة المرأة أثناء الحيض درجة مؤوية واحدة.- تزيد شراسة الميكروبات أثناء الحيض في دم الحيض وخاصة ميكروبات السيلان.- تصاب الغدد بالتغير فتقل أفرازاتها.- يبطئ النبض وينخفض ضغط الدم فيسبب الشعور بالدوخة والفتور والكسل.- لا يتم الحمل أثناء الحيض.- لا يقتصر الأذى على الحائض بل ينتقل الأذى إلى الرجل الذي وطئها أيضًا.- ظهور بحث حديث قدمه البروفسور عبد الله باسلامة إلى المؤتمر الطبي السعودي جاء فيه أن الجماع أثناء الحيض قد يكون أحد أسباب سرطان عنق الرحم ويحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسة.وتنتقل الميكروبات من قناة الرحم إلى مجرى البول البروستاتو المثانة.والتهاب البروستات سرعان ما يزمن لكثرة قنواتها الضيقة الملتفة والتي نادرًا الدواء ما يتمكن الدواء بكمية كافية من قتل الميكروبات المختفية في تلافيفها...فإذا ما أزمن التهاب البروستاتا فإن الميكروبات سرعان ما تغزوا بقية الجهاز البولي التناسلي فتنتقل إلى الحالبين ثم إلى الكلى... وهو العذاب المستمر...حتى نهاية الأجل.وقد ينتقل الميكروب من البروستاتا إلى الحويصلات المنوية فالحبل المنوي فالبربخ فالخصيتين... وقد يسبب ذلك عقمًا بسبب انسداد قناة المني. اهـ.
|